قصة قصر تاج محل

شجون عربية- بقلم:د هيثم مزاحم
روى أن الإمبرطور المغولي في الهند شاه جهان أحب أرجمان بانو بجيم، وهي ابنة أحد النُّبلاء الفارسيّين، وكانت أميرةً جميلةً، من أوّل نظرة، فخطَبها عام 1607م، وتزوّجها رسميّاً بعد خمس سنواتٍ أي عام 1612م، لِتبدأ أكثر قصّة حُبٍّ شعبيّةً في العالم. وقد كانت أرجمان بانو بجيم إحدى زوجات شاه جهان الثّلاث إلّا أنّها كانت المُفضَّلة لديه، حتّى إنّه منحها اسم مُمتاز محل الّذي يعني جوهرة القصر. كانت ممتاز محل رفيقة الإمبراطور شاه جهان في سفره وحملاته، وهي الزّوجة التي منحها ثقته من بين زوجاته؛ فقد سافرت معه إلى أنحاء الإمبراطورية المغوليّة جميعها، وكانت في نظره الزّوجة المِثالية التي لم يَكن لها أيّ تصوُّر أو تطلُّع لِلسُّلطة السياسيّة، وفي عام 1630م رافقت ممتاز زوجها الإمبراطور في آخر رحلة لها قبل وفاتها، وكانت حملةً قتاليّةً في هضبة ديكان، ثمّ تُوفِّيت مُمتاز محل عام 1631م وهي تُنجِب مولودهما الرّابع عشر، فحزن الإمبراطور شاه جهان كثيراً لموتها.دُفِنت مُمتاز محل بدايةً في برهانبور، ولكنّ برهانبور لم يكن المكان الذي يُريده زوجها لِيُخلّد فيه ذِكراها، وبناءً عليه نُقِلت جُثّتها في نعش ذهبيّ إلى أكرا، ووُضِعت في بناءٍ صغيرٍ على ضِفاف نهر يامونا، بعد ذلك قرّر شاه جهان أن يبني أفخم ضريح في العالم؛ لِيضمّ رُفات جوهرته مُمتاز، ويُخلّد ذِكراها، ويكون نُصُباً تذكاريّاً للحُبّ والجمال لا مثيل له في العالم. استغرق العمل في الضّريح ما يُقارب اثنين وعشرين عاماً، واستهلك الكثير من خزينة الملكيّة، وقد أسماه الإمبراطور شاه جهان تاج محل؛ ليحمل اسم زوجته مُمتاز محل، وعلى الرّغم من انتهاء قصّة حبّهما بوفاة ممتاز محل في عام 1631م، إلاّ أنّ قصّتهما تجسّدت في هذا البناء الضّخم؛ لتكون مثالاً حيّاً على الحُبّ الأبديّ.